تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تقديم الدراسة الوطنية الميدانية حول: القيم وتفعيلها المؤسسي: تغيرات وانتظارات لدى المغاربة

<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">نظم مجلس النواب يوم الأربعاء 08 فبراير 2023 لقاء لتقديم&nbsp;الدراسة الوطنية الميدانية حول: القيم وتفعيلها المؤسسي: تغيرات وانتظارات لدى المغاربة، برئاسة&nbsp;رئيس مجلس النواب&nbsp;السيد راشيد الطالبي العلمي وحضور وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة السيدة عواطف حيار إلى جانب شخصيات أكاديمية.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">واستهل اللقاء بكلمة لرئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي، الذي ذكر بكون هذه الدراسة تأتي في سياق توجه استراتيجي يجسد الانفتاح الدائم لمجلس النواب على المحيط العلمي، ويعزز التراكمات التي حققتها بلادنا في مجال الدراسات والتقارير الوطنية، بما يجعل قضايا وانشغالات المجتمع في صلب اهتمامات السياسات والبرامج العمومية. مضيفا أن المجلس ينهج مقاربة تروم رصد انتظارات المواطنات والمواطنين، وتعزيز انفتاح مجلس النواب على المجتمع بمختلف تعبيراته، من خلال تشخيص واقعه، والتوقف عند انتظاراته، والإجابة على انشغالاته، وترجمتها في شكل خلاصات وتوصيات، ترصدها دراسة علمية رصينة.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">وأكد السيد الطالبي العلمي أن إخراج هذه الدراسة السوسيولوجية الوطنية، والتي تعتبر أول دراسة ميدانية تَمَّ إنجازها في تاريخ المؤسسة البرلمانية منذ سنة 1963، نابع من الاهتمام المستمر بأهمية الوقوف عند القيم المؤطرة لمجتمعنا المغربي، وعما ينتظره ويتطلع إليه عموم المواطنات والمواطنين من المؤسسات والمرافق العمومية، فضلا عن كونها نافذة من النوافذ المفتوحة التي تشكل فرصة للتفاعل بين المغاربة ومراكز صنع القرار وفي مقدمتها مجلس النواب. كما أضاف السيد الرئيس أن إنجاز هذه الدراسة، ينطلق من مرجعية أساسية، تتمثل في التوجيهات السديدة الواردة في الخطب والرسائل الملكية السامية، وما تضمنه دستور المملكة لسنة 2011 من أحكامٍ وقيمٍ، كما تستلهم هذه الدراسة فلسفتها من خلاصات التقارير الوطنية، بما فيها تقرير الخمسينية وتقرير لجنة النموذج التنموي الجديد.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">أما&nbsp;وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة السيدة عواطف حيار فأكدت أن التفعيل المؤسسي للقيم ورصد انتظارات المغاربة وتوجهاتهم إزاءها هو موضوع في غاية الاهمية والراهنية وذلك بالنظر للتحولات السريعة التي يشهدها عالمنا المعاصر في ظل العولمة وما يصاحبها من ظواهر لها تأثير على أنماط عيش الناس وممارساتهم. وأضافت السيدة عواطف حيار أن الواقع الذي نعيشه اليوم يحتم على القطاعات الحكومية والمؤسسات وجمعيات المجتمع المدني الانخراط في هذه المبادرات وتفعيلها لما توفره من معطيات كمية وكيفية عن واقع القيم، والتي يتم بناء عليها بلورة رؤى استراتيجية وسياسات عمومية ترمي صيانة القيم المتجذرة لدى المغاربة باعتبارها مؤشرا على أصالة البلاد وعمقها التاريخي والانفتاح على تجارب الشعوب.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">وشددت السيد الوزيرة ان المغرب كرس دائما ثقافة القيم عبر الأجيال عبر دعمها وتفعيلها مؤسساتيا وذلك ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية العاشرة في أكتوبر 2020 باعتبار "المغرب كان وسيظل أرض التضامن والتماسك الاجتماعي ''.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">وفي إطار تقديمه للدراسة الميدانية الوطنية حول “القيم وتفعيلها المؤسسي " قدم الأستاذ المختار الهراس عرضا حول هذه الدراسة، مبرزا أن أهمية الموضوع تكمن في الدور المحوري للقيم في تحديد هوية المؤسسة وتعزيز تماسكها عبر توجيه قرارات وسلوك الفاعلين المؤسساتيين واستبيان الرؤى والاستراتيجيات.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">وتطرق السيد الهراس في الجانب الأكاديمي والتقني لطريقة انتقاء العينة وطرق جمع البيانات، كما توقف الأستاذ المختار الهراس عند الجانب الكمي للدراسة من زاوية الأسرة واستمرار حضور المكون التقليدي في التربية المتمثل في استحضار قيم التضامن، مع بروز الفردانية عبر التأسيس لقيم كالمسؤولية، التفاهم والتسامح، كما تم تسليط الضوء لدينامية العلاقات بين الجنسين ونظرتهما للقيم وتوزيع الادوار والعنف الاسري والنظرة القيمية للمساواة الحرية والثقة في المؤسسات.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">وفي الجانب المتعلق بالدراسة الكيفية، توقف السيد الهراس عند الانتظارات المشتركة بين المؤسسات والتي تتجسد في التربية القيمية، ومأسسة التشاور والتواصل بين مختلف الشركاء، للوصول لبناء قيمي متماسك اساسه وضع وتفعيل ميثاق اخلاقي ينظم علاقة الفاعلين. مبرزا أن هذا الانسجام القيمي لا يتم إلا عبر الحرص على إعداد الشروط الموضوعية اللازمة لتفعيل القيم وتدبير تصادمها مع ممارسات الواقع الخارجي. وذلك من خلال شروط موضوعية قوامها تدبير تصادم القيم وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية وتعزيز مساواة النوع الاجتماعي في المؤسسة، مع ما يتطلبه ذلك من مواءمة مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المحلية والجهوية.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">في الشق المتعلق بالأسرة فقد بينت الدراسة الكيفية تراجع قيم التماسك الاجتماعي في مقابل صعود قيم الربح والمنفعة الفردية، مما جعل استنتاجات الدراسة تركز حول مطالبة العينة قيام المدرسة من جديد بمهامها التربوية التقليدية والرجوع لتقاسمها مع الأسرة لغرس قيم التسامح والتعايش والتآزر والفكر النقدي وحرية التعبير.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">أما مؤسسة الإعلام فقد أبرزت الدراسة أهميته في تفعيل قيم التعددية والمصداقية والقرب من المواطنين، فضلا عن دور الجامعة بجعلها مؤسسة مستقلة لتكوين الإنسان المواطن القادر على التحليل والفهم والنقد والمستدمج لثقافة وقيم مجتمعية أصيلة وحداثية كونية، مع ضرورة تفعيلها لقيم الإنصات والمواطنة وقبول الاختلاف والتعايش والتسامح ونبذ العنف والمشاركة والعمل الجماعي.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">وقد أكد الأستاذ الهراس توقف الدراسة عند أهمية غرس ثقافة تخليق الإدارة وتفعيل قيم المواطنة والمسؤولية والتدبير الجيد في تدبير المؤسسات المقاولاتية وكذلك في بعض المرافق كالمستشفى العمومي وغيرها من المؤسسات.</p>
<p class="xmsonormal" style="text-align: justify;" dir="RTL">مختتما تقديمه، بأن الضرورة لازلت تقتضي المضي قدما في تفعيل القيم، وبأن هذه القيم يتقاسمها جميع المغاربة رغم انتماءاتهم ومميزاتهم المختلفة، متوقعا استمرار تغير القيم في اتجاه تلاؤمها مع القيم الكونية، مع عدم التفريط في القيم الأصيلة، مستبعدا التحكم في التغير القيمي الناتج عن تأثير العولمة وما يتصل بها من أبعاد وظروف دولية تتغير باستمرار.</p>