تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المتحف

  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt
  • alt

متحف مجلس النواب، فضاء الذاكرة البرلمانية

 

حرصت رئاسة مجلس النواب على إحداث هذا الفضاء الذي يضم معروضات وصورا تؤرخ للذاكرة البرلمانية المغربية في بعض محطاتها الأساسية ليكون نواة متحف برلماني. وتبدو النماذج المعروضة في هذا الفضاء، من صور ودُرُوع وتذكارات وميداليات مهداة من البرلمانات الشقيقة والصديقة مجرد عَيِّنَة مختارة من مخزونٍ ثَرِيٍّ متنوع وواسع مما لا تكاد تَسَعُهُ المساحة المخصصة لمتحف الذاكرة البرلمانية.

والواقع أن هذا التراكم، وغيرهُ كثيرٌ في خزائنِ ومحفوظات مجلس النواب، لا يعبِّر فحسب عن حجم الصداقات ووشائج وجسور الأخوة والثقة التي تربط مجلس النواب بالعديد من برلمانات ومنظماتوطنية متعددة الأطراف، وإنما يُعبِّر أيضا بوضوح عن دينامية دبلوماسية برلمانية حيوية، نشطة، وقوية وممتدة عبْر الجغرافيات والخرائط وجهات العالم المختلفة. كما يُجسِّد بالملموس روح التعبئة الوطنية في الدفاع عن المصالح العليا للمملكة المغربية وصيانة وحدتها  الترابية وسيادتها.

وتندرج الدبلوماسية البرلمانية ضمن الوظائف الأَساسية لمجلس النواب، في إطار التعبئة الشاملة للدفاع عن القضايا الوطنية وفي طليعتها قضية الوحدة  الترابية وتثبيت الحقوق الوطنية الشرعية في السيادة على كامل ترابنا الوطني.

 وفي هذا السياق تمكن البرلمانيون والبرلمانيات من خلال المهام والزيارات التي قاموا بها إلى مختلف عواصم العالم والهيئات الدولية للتعريف بمشروعية وعدالة قضية الوحدة الترابية الوطنية، من التصدي لخصوم المغرب ومسانديهم، خصوصا منذ استئناف الحياة البرلمانية في 1977.

وعلى مستوى الإشعاع الدولي للبرلمان ونشاطه الدبلوماسي، يستخلص من تاريخ أنشطة البرلمان دوره المتنامي وحضوره الوازن داخل المنتديات الدولية. فقد ظل البرلمان المغربي عضوا نشيطا في الاتحاد البرلماني الدولي، خصوصا منذ استئناف عضويته في هذه المنظمة، الأعرق بين المنظمات المتعددة الأطراف.

وإلى جانب نشاط المجموعات البرلمانية والهيئات السياسية في مجال التعريف بالديمقراطية المغربية وكسب التأييد للوحدة الترابية، ساهم البرلمان في إنشاء عدد من المنظمات البرلمانية جهويا وقاريا ودوليا، كما ترأس عددا منها من قبيل الاتحاد البرلماني الدولي، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الإفريقي، والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.

ومن جهتها تؤرخ الصور المعروضة في هذا الفضاء لمحطات أساس في تاريخ البرلمان المغربي ومجلس النواب على وجه الخصوص. وإلى جانب جلسات افتتاح السنوات التشريعية سواء التي ترأسها جلالة المغفور له محمد الخامس في افتتاح أشغال المجلس الوطني الاستشاري من1956 الى 1959 أو جلالة المغفور له المرحوم الحسن الثاني في افتتاح أشغال البرلمان من 1963 إلى 1998 أو التي يترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله منذ اعتلائه العرش، إعمالا لمقتضيات مختلف الدساتير التي عرفتها المملكة، فإنها تؤرخ للحظات حاسمة من المداولات والنقاش السياسي الذي شهده المجلس عاكسا بذلك دينامية الحياة السياسية المغربية.

ويذكر عدد من الصور المعروضة أيضا بزيارات قام بها ملوك ورؤساء بعض الدول الصديقة للبرلمان المغربي، كما يذكر من جهة أخرى بشخصيات سياسية وطنية تركت بصماتها في الحياة البرلمانية والسياسية الوطنية.

هكذا من شأن هذا الفضاء ان يكون أداة تسعف في تذكير زوار المجلس وخصوصا جمهور اليافعين والأطفال، بجانب من تاريخ المغرب السياسي مما يأمل معه أن يرسخ قيم الانتماء للوطن والمشاركة في الشأن العام والانخراط في مسيرة البناء الوطني.