تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كلمة السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب في افتتاح أشغال الاجتماع التاسع للجنة فلسطين المنبثقة عن اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

12/03/2019

<p dir="RTL" align="center"><span><strong>بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه الأكرمين</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>&nbsp;</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>&nbsp;</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>الزميلات والزملاء الأعزاء،</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>السيد الأمين العام،</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>السيدات والسادة،</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span>يشرفني أن أرحب بكم في المغرب متمنيا لأشغالنا كافة التوفيق والنجاح. ولستُ في حاجة إلى الحديث عن أهمية لجنة فلسطين في هياكل اتحادنا. فمركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لشعوبنا لا تحتاجُ إلى بَرْهَنَةٍ.</span></p>
<p dir="RTL"><span>وقد حرصتُ على افتتاح أشغال لجنة فلسطين في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لعدة اعتبارات أذكر منها ثلاثة :</span></p>
<p dir="RTL"><span><strong><span>أما الاعتبار الأول</span></strong>&nbsp;فيتمثل فِي مكانةِ فلسطين لدى المغاربة ملكا و شعبا وبرلمانا وحكومة وأحزابا سياسية ومجتمعا مدنيا. وما رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، إلا تجسيدا لهذه المكانة السياسية التاريخية الروحية والوجدانية لقضية فلسطين، هنا في المغرب الذي له في القدس أبوابٌ وأسوارٌ وحاراتٌ، شاهدةً على عروبةِ وفلسطينيةِ المدينة.</span></p>
<p dir="RTL"><span><strong><span>ويتمثل الاعتبار الثاني</span></strong>&nbsp;في المكانة المركزية لقضية فلسطين في أعمال اتحادنا كما في باقي المنظمات الإسلامية الحكومية والمدنية، وفي مقدمتها بالطبع، منظمة التعاون الإسلامي. وما اعتمادُ هذه اللجنة في الهياكل المؤسسية للاتحاد وانتظامُ أعمالها إلا عربونًا على هذه المكانة .</span></p>
<p dir="RTL"><span><strong><span>ويتمثل الاعتبار الثالث</span></strong>&nbsp;في حرصنا، في البرلمان المغربي، على أن تستمر، قضية فلسطين متصدرةً لاهتمام أعضاء المؤسسات التشريعية في البلدان الإسلامية، حاضرةً في انشغلاتهم وعلاقاتهم الدولية وفي مرافعاتهم، التي هي مرافعاتٌ من أجل العدل، والإنصاف والحق وضد الظلم والاحتلال.</span></p>
<p dir="RTL"><span>&nbsp;</span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>الزميلات والزملاء ،</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span><strong>&nbsp;</strong></span></p>
<p dir="RTL"><span>سبعونَ سنةً هِيَ عمرُ الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، منذ احتلال أرضه بعد بدء تنفيذ ما يسمى وعد بلفور المشؤوم. سبعونَ سنةً من المعاناة اليومية : الحروب، والقتل والتشريد والطرد ومصادرةُ الأراضي والاعتقالات. إنها عناوينُ للاحتلال وممارساتِه الظالمة التي يواجِهُهاَ الشعبُ الفلسطيني وقيادتُه التاريخية بمقاومةٍ وصمودٍ باسِليْن، لا يختلف فيها الطفل والمرأة عن الشيخ والشاب، ولا الفلاحُ عن الكاتب ولا المقاوم عن القائد السياسي.</span></p>
<p dir="RTL"><span>وسيكونُ من باب تحصيل الحاصل، التذكيرُ والتفصيلُ في جرائم الاحتلال. فالاحتلال يبقى احتلالا بما يَحْمِله من معاني نَفْيِ الحقوق والحرمان والقوة والتجبر. ولكن علينا أن نُدركَ بأن القضيةَ الفلسطينيةَ تَمُر بمرحلة حاسمةٍ من تاريخها المرير المُشَرِّف، مرحلةٌ يمكن أن نسميها مرحلةَ محاولات التصفية والالْتفافِ النهائي على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. ولكن منطقَ التاريخِ يؤكدُ، أن لا وجودَ لاحتلال أَبَدِي، وأن الاحتلالَ إلى زوالْ، كما أن الشعب الفلسطيني لم يُقدمْ كل هذه التضحيات التاريخية ليقبلَ اليوم بحلول غَيْرَ قيامِ دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال لأرضه كما لباقي الأراضي العربية المحتلة في لبنان والجولان السوري.</span></p>
<p dir="RTL"><span>لقد أحسنَ اتحادُنا صُنْعًا عندما شَكَّل لجنةً دائمة خاصة بفلسطين، ووضعَ أهدافَها بالتحديد لخصها في عشرة مُحتوَاها دعمُ الشعب الفلسطيني و قضيته المشروعة و الترافعُ من أجل إنهاء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والتشديدُ على&nbsp; أن قضية فلسطين هي جوهرُ الصراع في الشرق الأوسط، وينبغي أن تظل القضية الرئيسية في عمل البرلمانات الإسلامية على مستوى المحافل الدولية.</span></p>
<p dir="RTL"><span>و يفرض علينا نُبْل القضية و حجمُها و مكانتُها لدى شعوبنا، و لدى الشعوب المحبة للعدل و السلم، أن نُبقيها بعيدا عن خلافاتنَا أي الخلافات بين البلدان الإسلامية كما جاء في بيان الاجتماع الثامن للجنة.</span></p>
<p dir="RTL"><span>وستظلُ هذه القضية بالفعل قضيةً مركزيةً في اهتمام اتحادنا وسنواصل الترافع من أجل حقوق الشعب الفلسطيني وفي الاستقلال والدولة والعودة ومن أجل القدس. و كما كانت الرباط عاصمةَ القرارات التاريخية دعما للشعب الفلسطيني، فستبقى كذلك ؛ ففي الرباط تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969 على إثر إحراق المسجد الأقصى. و في الرباط تم اتخاذ قرار القمة العربية في 1974 القاضي بتكريس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني.</span></p>
<p dir="RTL"><span>ومن الرباط نوجه نداءً ملحاً إلى القيادات الفلسطينية من أجل توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام بين مكونات الوطن الواحد، باعتبار ذلك مدخلاً أساسياً للتصدي لمخططات التصفية التي تتهدد القضية الفلسطينية.</span></p>
<p dir="RTL"><span>وما من شك في أن هذه الحالة هو ما يمكن أن يجعل السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية أكثر قوة في الأزمات كما في المفاوضات، ويجعل الشعب الفلسطيني يلتف أكثر، كما كان دائما، حول قياداته السياسية الوطنية.</span></p>
<p dir="RTL"><span>&nbsp;</span></p>
<p dir="RTL"><strong><span>السيدات والسادة،</span></strong></p>
<p dir="RTL">&nbsp;</p>
<p dir="RTL"><span>ستستعرضون وتناقشون خلال هذا الاجتماع آخر تطورات القضية الفلسطينية، و ستُعِدُّون تقريرًا بالتأكيد سيُسْعِفُنَا في اتصالاتنا ومرافعاتنا بشأن قضية فلسطين، وهذا عملٌ نبيل نعتز به كل الاعتزاز.</span></p>
<p dir="RTL" align="center"><strong>أتمنى لأشغالكم النجاح، و أشكركم على إصغائكم.</strong></p>