تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كلمة السيدة نادية بوعيدا رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج خلال افتتاح أشغال ندوة رؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية

<p style="text-align: justify;" dir="RTL" align="center"><strong>بسم الله الرحمن الرحيم؛</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">أصحاب المعالي والسعادة؛</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">حضرات السيدات والسادة؛</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL" align="center"><strong>&nbsp;</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">يطيب لي، في البداية، أن&nbsp;<strong>أرحب</strong>&nbsp;بضيوف المملكة المغربية الكرام، السيدات والسادة الأفاضل المشاركين في ندوة رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، هنا بالرباط، مدينة الأنوار، عاصمة المغرب وعاصمة الثقافة الإفريقية لسنة 2022، المدينة المضيافة والمستقبلة لكل من قصدها.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">مرحباً بكم في هذا التجمع الإفريقي المهم الذي سيشكل لا محالة مناسبةً مهمةً لمناقشة وتداول عدد من القضايا ذات الراهنية ولتبادل التجارب والخبرات في المواضيع ذات الاهتمام المشرك ولبلورة الأفكار والرؤى الكفيلة بالارتقاء بقارتنا.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>فمرحباً وأهلاً وسهلاً بكم في بلاد السلم والسلام</strong><strong>،</strong><strong>&nbsp;والأمن والتسامح، والحوار والتعايش</strong><strong>.</strong></p>
<p style="text-align: justify;">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">أصحاب المعالي والسعادة؛</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">حضرات السيدات والسادة؛</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">لقد شكلت القارة الإفريقية على الدوام فضاء تاريخيا وجغرافيا بالنسبة للمغرب، وفي هذا الفضاء تأسست استراتيجية المغرب الإفريقية وسياسته في القارة، سياسة مبنية على الصدق والتضامن، سياسة تجعل الإنسان الإفريقي في صلب التنمية، سياسة يرعاها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، إذ، ومنذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين،&nbsp;<strong>جعل من التعاون جنوب-جنوب، على وجه التحديد بين-الإفريقي، خياراً استراتيجياً&nbsp;</strong>صادقا، شمل كل مناحي الشراكة الثنائية ومتعددة الأطراف وهمت كل ما هو اجتماعي واقتصادي ودبلوماسي وأمني وعسكري وثقافي وديني ورياضي وإنساني.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وبالتالي فإن&nbsp;<strong>ف</strong><strong>هم روابط المغرب بالقارة الإفريقية ليس مشروعا ظرفيا</strong>&nbsp;بل مشروعا نابعا من اختيار استراتيجي للمملكة المغربية. واليوم وأكثر من أي وقت مضى، المغرب مصمم على المضي في تعزيز هذه الروابط بطرق ناجعة وفعالة لتحقيق التنمية والازدهار للبلدان الإفريقية كافة وتعزيز تعاونهم.&nbsp;وفي هذا الإطار نعقد ندوتنا اليوم في موضوع&nbsp;"التعاون البرلماني الإفريقي في ظل التحديات الراهنة".</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>&nbsp;</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>فليس إذن بغريب</strong>&nbsp;قيام جلالة الملك، في إطار التعاون رابح-رابح، بزيارات رسمية&nbsp;<strong>لأزيد من ثلاثين دولة إفريقية</strong>&nbsp;والتوقيع على أكثر من 1000 اتفاقية تهم مختلف المجالات من أجل تعزيز الانتماء الإفريقي والارتقاء بالتعاون المندمج والتضامني في ظل&nbsp;<strong>قناعة مجتمعية بضرورة إرساء قوام وعي جماعي إفريقي داعٍ إلى التأسيس ل “إفريقيا جديدة"</strong>، متحررةٍ وخلاقةٍ وفاعلةٍ ومؤثرةٍ.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">ولنا نحن،&nbsp;<strong>كبرلمانيين مغاربة</strong>، على وجه الخصوص بلجنة الخارجية التي أتشرف بترأسها،&nbsp;<strong>دور مفصلي في مواكبة التوجيهات الملكية السامية</strong>&nbsp;في هذا الصدد والتي تدعو إلى تكريس منظور الاندماج والتضامن والتآزر بين الأقطار الإفريقية.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>حضرات السيدات والسادة،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>إن للبرلمانات الإفريقية</strong>، بصفتها مؤسسات دستورية وهيئات تشريعية وطرف مجتمعي،&nbsp;<strong>دور مهم في رفع التحديات التنموية التي تواجه قارتنا</strong>، بما فيها الطبيعية والمناخية والديموغرافية والأمنية والصحية والزراعية والغذائية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>ولهذا الغرض نلتم اليوم</strong>، بين ثلة من الفاعلين المدنيين والمحللين الاقتصاديين والخبراء الأكاديميين، حتى نبسط جميعاً أوجه هذه التحديات التي صارت معالجتها تحتم وضع تصور أكثر شموليةً واستدامةً، مع ضرورة وضع حزمة من السياسات التي من المفترض تنزيلها على أرض الواقع، وهذا دورنا لا محالة كمنتخبين وسياسيين.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">مما لا شك فيه أن التوصيات والمخرجات التي ستنبثق من النقاشات ستساهم في رسم أهم المحاور التي وجب الانكباب عليها مستقبلاً حتى نرفع معاً تحديات التنمية، مع ضرورة تعزيز التنسيق والتشاور بين برلماناتنا ومؤسساتنا وإشراك إداراتنا ومقاولاتنا التي تشكل، في الواقع، الذراع الوظيفي لأجرأة ما نصبو إليه سياسياً.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وختاما، لا تفوتني الإشادة عاليا بالسيد رئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي على هذه المبادرة القيمة والنوعية والتي ستعطي لامحالة دفعة جديدة للدبلوماسية البرلمانية، كما نشكره على المجهودات الجبارة التي ما فتئ يقدمها لدعم ومواكبة كل المبادرات الهادفة والتي من شأنها تجويد العمل البرلماني وتعزيز انفتاحه وتعاونه مع باقي البرلمانات خاصة الإفريقية منها.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">كما نشكر السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الذي كان حريصا على حضورها لولا التزامه بمهمة رسمية خارج أرض الوطن، نشكره على تعاونه المستمر تحقيقا للتكامل بين المؤسسات.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>&nbsp;</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>حضرات السيدات والسادة،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">لن أطيل في كلمتي التي أردتها&nbsp;<strong>مقتضبة</strong>&nbsp;وأفسح المجال للمتدخلين لإبداء آرائهم وتصوراتهم.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;"><strong>والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.</strong></p>