الأسـئلة الكتابية

لا يخفى عليكم ما حبا الله به مملكتنا الشريفة من خير عميم ومجد تليد، مستمر وممتد عبر الزمان والمكان، بتعاقب حكم أسباط النبي الأمين لها، بدأ من دولة الأشراف الأدارسة، وصولا إلى الدولة العلوية الشريفة، أدام الله عزها وخلد سلطانها. وخلال هذه الفترات المتعاقبة كان الرابط الروحي، بين المغاربة والأسرة العلوية الشريفة، مصدرا للوحدة والاستقرار ومرسخا لثوابت الأمة المغربية على الدوام. لطالما اضطلعت الزوايا والأقطاب الربانية، من العترة النبوية الشريفة، بدور محوري في تكريس البيعة الشرعية بين عموم الشعب المغربي وسلاطينهم من الأشراف العلويين. إلا أن أجيالنا اليوم أصبحت في حاجة ملحة إلى ترسيخ القيم، في إطار المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، وعقد البيعة الشرعية مع السلاطين العلويين من أسباط النبي المصطفى صل الله عليه وسلم، خاصة في ظل الحرب الإعلامية والدعائية الشرسة، التي تحاول التأثير على عقول الشباب المغربي، وإن مؤسسات مثل المساجد والزوايا يجب أن تقوم بدورها في حماية إيمان المغاربة والحفاظ على ثوابتهم الروحية. وفي هذا الصدد، نسجل اليوم، السيد الوزير المحترم، ضرورة تفاعل خطب الجمعة ضد هذه الحملات، التي تحاول عبثا الانتقاص من بعض الرموز الوطنية من الدوحة الشريفة، بل والطعن في نسب السادة الأشراف، ونشر ثقافة فك الارتباط الوجداني بين المغاربة والزوايا والأشراف والرموز الوطنية. ولعل آخرها ما تعرض له القطب الرباني والولي الصالح الشيخ سيدي أحمد الرقيبي من تطاول على مقامه ونسبه الشريف، إلا أن شموله بالرعاية الملكية لمولانا المنصور بالله أمير المؤمنين محمد السادس دام له العز والتمكين، ورفع شيخ زاويته وأحفاده ومريديه لتظلمهم بهذا الخصوص للسدة العالية بالله، كان بحق خير رد وأعظم حصن وخير جوار. لذا، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن الآليات التي يمكن أن تقوم بها وزارتكم لتمكين أدوار الزوايا والمساجد وخطب الجمعة من أجل مواجهة الحملات الفكرية والدعائية، التي تستهدف النسب الشريب ورموز الوحدة الوطنية؟ وما هي الإجراءات التي ستتخذونها لتعزيز إشعاع زاوية الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد الرقيبي كأحد أشكال الرد على هذا التطاول الأخير؟