تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجموعة العمل الموضوعاتية حول المساواة والمناصفة تنظم يوما دراسيا يوم الجمعة 8 مارس 2024

<p style="text-align: justify;" dir="RTL">تخليدا لليوم العالمي للمرأة،&nbsp; نظمت مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول المساواة والمناصفة بمجلس النواب، يوم الجمعة 8 مارس، يوما دراسيا حول موضوع ''مدونة الأسرة ومداخل تحقيق المساواة"، وذلك بحضور برلمانيين وأكاديميين وفعاليات من المجتمع المدني.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وفي كلمته بالمناسبة، أكد السيد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب أن المجلس اختار تداول موضوع الحقوق الإنسانية للنساء، ليس فقط بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بل طيلة السنة وبشكل عملي ومستمر، وذلك من خلال التوجه الاستراتيجي الرامي إلى مأسسة قضايا المساواة والمناصفة، عبر مدخل قانوني يتمثل في تخصيص باب كامل للمساواة والمناصفة في النظام الداخلي للمجلس، ومدخل عملي عبر ممارسة الوظائف الدستورية للبرلمان من تشريع ومراقبة وتقييم من جهة، وإحداث مجموعة موضوعاتية مؤقتة للمساواة والمناصفة من جهة أخرى.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وأكد السيد الطالبي العلمي على أهمية مسيرة الإصلاح التي تسير فيها المملكة بخطوات ثابتة في مجال المساواة بين الجنسين، سواء على مستوى التشريع أو على مستوى الأوراش الوطنية التي يتم إنجازها تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;وأبرز في هذا السياق، أن جلالة الملك أحاط مدونة الأسرة بعناية خاصة، حيث حرص جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين على التأكيد على أهمية الأسرة كخلية أساسية للمجتمع، مؤكدا في أكثر من مناسبة على القيم الأساسية التي يجب اعتمادها في إطار العلاقات داخل الأسرة، وفي مقدمتها كرامة المرأة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وتوقف السيد رئيس مجلس النواب عند أهمية الجهود الملكية في تحديث مدونة الأسرة في عام 2004، والتي أثبتت تقدمها وتميزها في الإعداد والمضامين. وأكد أنه خلال الاحتفال بالذكرى الـ 23 لعيد العرش، أشار جلالته إلى نقاط ضعف المدونة، مما يجعل التوجيهات الملكية لمراجعتها خطوة مهمة نحو حماية حقوق النساء والأطفال، وتعزيز المساواة بين الجنسين في البيت.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وشدد على ضرورة مواجهة تحديات متعددة، بما في ذلك تفسير وتطبيق القوانين، بما في ذلك مدونة الأسرة، مشيراً إلى أن تجويد هذا القانون يتطلب أيضًا التركيز على الجوانب الثقافية وتصحيح التصورات الخاطئة حول العلاقات الأسرية والأدوار الاجتماعية.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وفي سياق متصل، أكد السيد الطالبي العلمي أهمية ورش الحماية الاجتماعية، التي ستساعد في تلبية احتياجات النساء ومواجهة التمييز والإقصاء في مجالات العمل والصحة، وتمكينهن اقتصاديًا وحمايتهن من العنف والمشاركة في الحياة العامة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وركزت السيدة نجوى ككوس، رئيسة مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول المساواة والمناصفة، في كلمتها على أهمية تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي يأتي في سياق تنزيل برنامج العمل الذي سطرته المجموعة في صيغتها الجديدة، والتي اختارت ضمن أولويات اشتغالها موضوع مدونة الأسرة إلى جانب عدد من المواضيع ذات الصلة بالمساواة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">كما أكدت، خلال كلمتها، أن هذا اللقاء الدراسي مناسبة لتقييم السياسات العمومية الموجهة للنساء ومناقشة أوضاع المرأة المغربية داخل ربوع التراب الوطني وخارجه، فضلا عن كونه يشكل فرصة للتقدم باقتراحات والعمل على خطط واستراتيجيات تنهض بوضيعة المرأة وتعزز كرامتها.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وفي إطار مواكبة مجموعة العمل الموضوعاتية للمساواة والمناصفة للنقاش الدائر حول مراجعة مدونة الأسرة، أكدت السيدة نجوى ككوس، أن هذا اللقاء فرصة سانحة للمساهمة في هذا النقاش المجتمعي بكل تجرد ودون السقوط في الانحياز لمرجعية سياسية دون أخرى أو الدخول في المزايدات السياسية.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">كما نوهت في هذا الصدد، بالمجهودات المبذولة لتنزيل التوجيهات الملكية الرامية إلى النهوض بحقوق المرأة وتحقيق المناصفة، مؤكدة على أن بلوغ المناصفة يستلزم مواصلة المجهودات لتوفير الشروط القانونية والمجتمعية الكفيلة بضمان تكافؤ الفرص.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وأبرزت السيدة ليلى رحيوي، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، التزام المملكة بالمضي قدما في درب ترسيخ المساواة بين الجنسين ومناهضة التمييز ضد النساء والفتيات الذي تجسد في مجموعة من الإصلاحات الدستورية والتشريعية والسياسية، معتبرة الانضمام للبروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مكافحة جميع أشكال التمييز ضد المرأة يعد دليلا على هذا الالتزام .</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وأكدت السيدة ليلى رحيوي على أهمية إعادة تشكيل مجلس النواب لمجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول المساواة والمناصفة، مشيدة بالتعاون القائم بين المجلس والهيئة الأممية، لاسيما فيما يتعلق بتقييم التشريعات ذات الصلة وإنشاء فريق عمل دائم معني بالمساواة بين الجنسين والمرافعة من أجل ذلك.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وجددت الممثلة الأممية التعبير عن التزام هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمواكبة ودعم مبادرات مجلس النواب الهادفة إلى النهوض بحقوق النساء والمساواة بين الجنسين، مثمنة مبادرة المجلس بتنظيم هذا اللقاء الدراسي الذي يعد فرصة مواتية لتبادل الأفكار والمقترحات.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">من جانبها اكدت السيدة كارمن مورتي كوميز، رئيسة مكتب مجلس أوروبا بالمغرب، أنه في عالم اليوم لا زالت امرأة من أصل ثلاث نساء تعاني من العنف بكافة أشكاله، مشيرة إلى ضرورة&nbsp; الترافع من أجل محاربة كل أشكال الحيف والتمييز ضد النساء. كما توقفت السيدة مورثي كوميز عند توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي البيئي بخصوص زواج الفتيات، مبرزة أهمية الانضمام لاتفاقية المجلس الأوروبي لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">كما دعت السيدة مورتي كوميز إلى محاربة الصور النمطية المكرسة للعنف والتمييز ضد النساء في المقررات القضائية والأحكام، وتعزيز ثقة الضحايا في القضاء والشرطة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وفي نفس السياق أكدت السيدة&nbsp; مورتي كوميز أن الآليات المنبثقة من اتفاقية اسطنبول تسعى لتذويب الفوارق بين الجنسين، عبر تغيير الصور النمطية للنظام الأبوي، مؤكدة أن الاستراتيجية 2024 2029 لمجلس أوروبا&nbsp; بخصوص المساواة، ترتكز حول محاربة العنف ضد النساء والفتيات، والتمكين السياسي للنساء، والتنسيق&nbsp; لتقريب وجهات النظر بين مختلف المؤسسات المختصة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">من جانب آخر قدمت السيدة زهور الحر، الخبيرة في مجال الحقوق الانسانية للمرأة، عرضا مفصلا حول التحولات التاريخية والاجتماعية التي صاحبت مدونة الأسرة، ومن خلال نظرتها الحقوقية والقانونية توقفت السيدة زهور الحر عند&nbsp; بعض التحديات التي يطرحها ورش إصلاح المدونة والحفاظ على مؤسسة الأسرة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وقد خصصت الجلسة المسائية لليوم الدراسي، للاستماع لمداخلات الفرق والمجموعة النيابية وباقي النواب غير المنتسبين حول موضوع "مدونة الأسرة ومداخل تحقيق المساواة" في أفق بلورة توصيات واقتراحات تتوج&nbsp; أشغال اليوم الدراسي.</p>