تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي أمام طلاب وطالبات الجامعة الأورو متوسطية بفاس بمناسبة لقاء القمة الأولى للشباب الافريقي والأرومتوسطي للجامعة الأرومتوسطية بفاس

<p style="text-align: center;" dir="RTL" align="center"><strong>بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>&nbsp;</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>السيد رئيس الجامعة الأور ومتوسطية بفاس،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>أعزائي طلاب هذه الجامعة الدولية،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>السادة أساتذة وأطر هذه الجامعة،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL"><strong>أيها الحضور الكرام،</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">أود في هذه اللحظة التي تكتسي طابعا رمزيا وحضاريا وعلميا أن أرحب بكم في فضاء مجلس النواب بالرباط. وذلك في سياق لقاء القمة الثامنة بين رؤساء البرلمانات والدورة 17 للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، واللذيْن يستضيفهُما مجلس النواب.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">ولعلكم تدركون تفاصيل هذا الحدث البرلماني وقيمتَهُ النوعية، ورهاناتنا الجماعية حول انعقاد هذه القمة بكل مكوناتها، وحول مخرجاتها التي نعرف مسبقا أهميتها بالنسبة لعملنا وعلاقاتنا المتوسطية، والأورومتوسطية، والأفرومتوسطية. كما ندرك أن هذا الإطار البرلماني لا يقف فحسب عند وظائفه السياسية والدبلوماسية بل يكتسي أبعادًا حضارية وإنسانية عميقة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">ويسعدني أن أرحبَ بكم جميعا، وأن أُحيِّيَ مشاركتكم الفعلية في هذا الحدث الأورو متوسطي الكبير، أنتم الطالباتِ والطلابَ الذين تنتمون إلى أكثر من عشرين بلدا أفريقيا ومتوسطيا، وتتابعون دراساتكم العليا في الجامعة الأورومتوسطية بفاس، وذلك بمساهمتكم في بعض اهتمامات وموضوعات المؤتمر، والأهم أيضا أنكم ستقتسمون معنا، ومع الجميع، إعلانَ الشباب، إعلان الصداقة والأخوة، إعلان السلام والمحبة، إعلان المستقبل الذي سيتوج لقاؤكم اليوم.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">ويقْتَضِي المقام أن أنوه بجهود جامعتكم ورئيسها الأستاذ مصطفى بوسمينة - بمعية فريقه العلمي والبيداغوجي- &nbsp;في بلورة رؤيةً بناءةً جعلت من هذه الجامعة الأورومتوسطية منارة حضارية وفكرية وتربوية وعلمية، ومَدَّ الجسور بين هويتها الأروومتوسطية وعمقها الأفريقي. حيث أصبحت اليوم مقصدا لعدد من كبار الأساتذة المختصين والباحثين من مختلف الآفاق، وذلك في إطار شراكاتٍ دولية متميزة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">وما كان هذا الإنجاز ليتحقق لولا هويةُ الجامعةِ وهندسةُ هياكِلِها وأقطابِها، وكذا تخصصاتُها المتعددةُ التي تستقطب الانتباه والاهتمام، وتشكل مركزَ جذبٍ علمي ومعرفي. وهنا أود أن أتوجه بالتحية إلى جميع أعضاء المجلس الإداري للجامعة، والمدراء والعمداء والأساتذة والأطر التربوية والإدارية، وأستسمحكم أن أنوه بكرسي تحالف الحضارات ورئيسه الأستاذ عبد الحق عزوزي، هذا الكرسي المساهم في اللقاء الفكري لهذه القمة، والذي تم إنشاؤه – كما نعلم – بتعاون مع إطار تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم لمتحدة، وذلك في إطار المكانة التاريخية والحضارية لمدينة فاس العريقة التي تفخر بأنها تملك أقدم جامعة في التاريخ الإنساني، جامعة القرويين. كما ينبغي أن أنوه بالدور الحضاري والعلمي لمختلف التكوينات الخاصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية التي تحمل على عاتقها أهمية بناء خطاب متوسطي –أوروبي- أفريقي كم نحن في حاجة إليه لتقوية نسيج الشخصية المتوسطية بضفتيها الجنوبية والشمالية وبامتداداتها الأفريقية والعربية.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">لهذا، لا أريد أن يكون حضوركم، طالباتٍ وطلابًا، حضورًا بروتوكوليًّا في هذا المؤتمر، وإنما يهمني أن أؤكد على البعد الاستراتيجي لحضوركم، وإسهام جامعتكم في الأفق الذي اخترناه جميعا، وانخرطَتْ فيه المملكةُ المغربية بوعي وحكمة وعزم وإرادة قوية بقيادة ملك البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره الذي يمتلك رؤية جيوسياسية واستراتيجية لمكانة المغرب في الخريطة المتوسطية، وذلك بما يمثله بالنسبة إلينا – نحن المغاربةَ - تاريخُ المتوسط، و الحضارةُ المتوسطية، خصوصًا وأن المغرب يتوفر على رأسمال رمزي وازن جعل منه مركز ثقلٍ وبلدًا نموذجيا في نظامه واستقراره وتعدده وانفتاحه وتميزه في فضاء المتوسط، وفي عمق القارة الأفريقية، ومن حيث دورُهُ في التاريخ كهمزة وَصْلٍ بين القارتين الأروبية والأفريقية، ومن حيث عبورُ التعبيراتِ الحضارية والرمزية.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">ومن هنا، لا أستغرب أنكم كجيل جديد تواصلون إغناء تراكم الأجيال السابقة وبناء المستقبل المشترك بين اتجاهات الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والمجتمعات والثقافات، خصوصا ما نتحدث عنه اليوم بقوة من مبادرات مغربية ريادية قوية بينها ربطُ دولِ الساحل بالأطلسي، والمشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، والاستثمار المشترك في البنيات المُهَيْكِلَة للنمو التي تهم الطاقاتِ وشبكاتِ التواصُلِ والنقلِ والجُسُورَ والمسالِكَ التجارية.... وغَيْرَهَا.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">ختامًا، أُجْزِلُ لكم الشكرَ والتحيةَ والتقدير، وأجدد الترحيبَ آملًا لكم النجاح والتفوق والتألق في سائر أعمالكم وتكوينكم وآفاقكم القادمة إِنْ شاء الله.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL" align="right"><strong>شكراً لإِنصاتكم، والسلام عليكم.</strong></p>
<p style="text-align: justify;" dir="RTL">&nbsp;</p>